مجرة درب التبانة قد تسبح في فراغ كوني شاسع… هل يكمن هنا حل أحد أكبر ألغاز الكون؟

في دراسة جديدة مثيرة للجدل، يقترح علماء الفلك أننا قد نكون نعيش داخل "فراغ كوني" هائل — منطقة شاسعة من الفضاء ذات كثافة مادية أقل بكثير من المتوسط الكوني. هذا الاكتشاف المحتمل قد يساعد على حل واحدة من أكثر المسائل المحيرة في علم الكونيات: لماذا يبدو أن معدل تمدد الكون (المعروف بثابت هابل) يختلف باختلاف الطريقة التي نقيسه بها؟

الفراغات الكونية ليست فراغًا تامًا، لكنها مناطق تقل فيها كمية المجرات والمادة المظلمة بشكل ملحوظ. إذا كانت مجرتنا داخل مثل هذا الفراغ، فقد يؤثر ذلك على قياساتنا للمسافات الكونية وسرعة تمدد الكون، مما يفسر التباين بين القيم المستنتجة من مراقبة المجرات القريبة والقيم المستنتجة من إشعاع الخلفية الكونية الميكروي.

الدراسة تشير إلى أن هذا الفراغ قد يمتد لمئات الملايين من السنين الضوئية، وأن كثافة المجرات فيه أقل بنسبة تصل إلى 30% عن المتوسط. هذه البيئة "الأخف" قد تجعل الضوء القادم من المجرات البعيدة يبدو وكأنه يسافر أسرع مما هو عليه، ما يؤدي إلى تقدير أكبر لمعدل التمدد المحلي.

لكن الفرضية ليست خالية من الجدل، إذ يرى بعض العلماء أن التأثير الكلي للفراغات الكونية صغير جدًا لحل لغز ثابت هابل بالكامل. ومع ذلك، إذا تم تأكيد هذه الفرضية عبر عمليات مسح كونية أعمق وأكثر دقة، فقد نكون أمام تعديل مهم في فهمنا لبنية الكون وأبعاده الكبرى.

 

2025 © جميع الحقوق محفوظة - اخبار الصحة والتعليم العالمية